كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



10- وقوله جل وعز: {يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى} أي قلنا يا زكريا.
11- ثم قال جل وعز: {لم نجعل له من قبل سميا} روى إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال لم يسم أحد قبل يحيى بيحيي غيره وروى سفيان عن أبيه عن حسان بن أبي الأشرس لم نجعل له من قبل سميا قال عدلا وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال مثلا قال أبو جعفر ويقوي هذا أن أهل التفسير منهم ابن جريج قالوا في قول الله: {هل تعلم له سميا} أي مثلا أي شريكا.
12- وقوله جل وعز: {قال رب أني يكون لي غلام} قال أبو اسحاق أراد أن يعلم من أي جهة يولد له وامرأته عاقر وقد كبر قال أبو جعفر وقد ذكرنا العاقر والعتي قبل هذا.
13- ثم قال جل وعز قال: {كذلك قال ربك هو علي هين} أي الأمر كما قيل لك ثم قال تعالى: {وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا} أي شيئا موجودا.
14- ثم قال جل وعز: {قال رب اجعل لي آية} أي علامة تدل على وقوع ما بشرت به قال: {آيتك أن لا تكلم الناس ثلاث ليال سويا} قال عكرمة وقتادة والضحاك أي من غير خرس.
15- وقوله جل وعز: {فخرج على قومه من المحراب} قال أهل التفسير كان موضعا مرتفعا وكذلك هو عند اهل اللغة كأنه على حربة لارتفاعه ومنه قيل محراب للموضع الذي يصلي فيه كأنه أرفع المجلس.
16- ثم قال جل وعز: {فأوحى إليهم} قال قتادة أي فأومأ إليهم وروى علي بن الحكم عن الضحاك قال كتب لهم فذلك الوحي.
17- ثم قال تعالى: {أن سبحوا بكرة وعشيا} روى معمر عن قتادة قال صلوا وذلك معروف في اللغة. ومنه يقال للصلاة سبحة.
18- ثم قال جل وعز: {يا يحيى خذ الكتاب بقوة} في الكلام حذف لعلم المخاطب المعنى فوهبنا له يحيى فقلنا يا يحيى خذ الكتاب بقوه قال مجاهد أي بجد وقال غيره أي بجد وعون من الله.
19- ثم قال تعالى: {وآتيناه الحكم صبيا} قال عبد الرزاق أخبرنا معمر قال بلغنا أن الصبيان قالوا ليحيى وهو صبي تعال حتى نلعب فقال ما للعب خلقنا فقال جل ثناؤه وآتيناه الحكم صبيا قال أبو جعفر هذا معنى كلامه قال عكرمة الحكم اللب قال قتادة كان ابن سنتين أو ثلاث.
20- ثم قال تعالى: {وحنانا من لدنا} روى شعبة عن سماك عن عكرمة قال الحنان الرحمة وكذلك هو عند أهل اللغة وأصله من حنين الناقة على ولدها قال طرفة:
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا ** حنانيك بعض الشر أهون من بعض

21- ثم قال جل وعز: {وزكاة وكان تقيا} روى على بن الحكم عن الضحاك قال الزكاة العقل الزاكي الصالح وقال قتادة الزكاة الصدقة.
22- وقوله جل وعز: {وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا} روى قتادة عن الحسن قال لما لقى يحيى عيسى عليهما السلام قال له يحيى أنت خير مني قال عيسى بل أنت خير مني سلم الله عليك وسلمت على نفسي.
23- وقوله جل وعز: {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا} أي تنحت وتباعدت ونبذت الشئ رميت به وقيل إنها قصدت مطلع الشمس لتغتسل من الحيض وقيل لتخلو بالعبادة.
24- وقوله جل وعز: {فأرسلنا إليها روحنا} روى علي بن الحكم عن الضحاك قال جبريل صلى الله عليه وسلم قال أبو جعفر وهذا قول حسن لأن غيره قال هو عيسى يدل على ذلك قوله تعالى: {فتمثل لها بشرا سويا} وعيسى بشر.
25- وقوله جل وعز: {قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا} قال أبو اسحاق أي فإن كنت تقيا فستتعظ بين بتعوذي بالله جل وعز منك وقال غيره إن بمعنى ما والأول أولى.
26- ثم قال جل وعز: {قال إنما أنا رسول ربك ليهب لك غلاما زكيا} ويقرأ: {لأهب لك} فمعنى {لأهب} بالهمز محمول على المعنى أي قال أرسلته لأهب لك ويحتمل {ليهب} بلا همز أي يكون بمعنى المهموز ثم خففت الهمزة وقيل المعنى أرسلني الله ليهب لك.
27- وقوله جل وعز: {قال أني يكون لي غلام ولم يمسسني بشر} أي لم يمسسني على جهة تزوج ولم أك بغيا أي لم يقربني على غير حد تزوج.
28- وقوله جل وعز: {قال كذلك قال ربك هو علي هين} أي الأمر كما قيل لك قال الكسائي هو من جاء وجئت به وأجأته وهذا موافق لقول ابن عباس ومجاهد لأنه إذا ألجأها إلى الذهاب إلى جذع النخلة فقد جاء بها إليه قال زهير:
وجار سار معتمدا إليكم ** أجاءته المخافة والرجاء

والمخاص أهل الحمل.
قال أبو عبيد حدثنا عبد الرحمن عن سفيان قال مجاهد كان حمل النخلة عجوة وقال غيره كان جذعا بلا رأس وكان ذلك في الشتاء فأنبت الله له رأسا وخلق فيه رطبا وقال ابن عباس حملت ووضعت في ساعة واحدة وقال غيره أقامت ثمانية أشهر وتلك آية لأنه لا يولد مولود لثمانية أشهر فيعيش قال أبو اسحاق قوله تعالى: {فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة} يدل على طول المكث والله أعلم.
29- وقوله جل وعز: {فحملته فانتبذت به مكانا قصيا} قال مجاهد أي قاصيا، قال الكسائي يقال قصا يقصو أي بعد وأقصاه الله وأقصى الشئ أبعده.
30- وقوله جل وعز: {فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة} قال ابن عباس ومجاهد أي فألجأها المخاض قال الكسائي هو من جاء وجئت به وأجأته وهذا موافق لقول ابن عباس ومجاهد لأنه إذا ألجأها إلى الذهاب إلى جذع النخلة فقد جاء بها إليه قال زهير:
وجار سار معتمدا إليكم ** أجاءته المخافة والرجاء

والمخاض الحمل قال أبو عبيد حدثنا عبد الرحمن عن سفيان قال مجاهد كان حمل النخلة عجوة وقال غيره كان جذعا بلا رأس وكان ذلك في الشتاء فأنبت الله له رأسا وخلق فيه رطبا وقال غيره أقامت ثمانية أشهر وتلك آية لأنه لا يولد مولود لثمانية أشهر فيعيش قال أبو إسحاق قوله تعالى: {فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة} يدل على طول المكث والله أعلم.
31- ثم قال تعالى: {قالت يا ليتني مت قبل هذا} أي لو خيرت بين الموت وهذا لاخترت الموت.
32- ثم قال جل وعز: {وكنت نسيا منسيا} قال عكرمة أي حيضة ملقاة والنسي عند أهل اللغة على ضربين أحدهما ما طال مكثه فنسى والآخر الشئ الحقير الذي لا يعبأ به وقرأ محمد بن كعب {وكنت نسئا} وقرأ نوف {وكنت نسا} وهو من نسأ الله في أجله أي أخره قال حماد بن سلمة قال لي عاصم كيف تقرأ فاجأها قلت أقرؤها {فأجاءها} فقال إنما هو فاجأ من المفاجأة.
33- وقوله جل وعز: {فناداها من تحتها} كذا روى عن أبي بن كعب والبراء بن عازب وإبراهيم النخعي أنهم قرءوا من بالفتح وتأولوه على أنه عيسى عليه السلام وقرأ ابن عباس وعمرو بن ميمون والضحاك {فناداها من تحتها} وفسروه أنه جبريل صلى الله عليه وسلم قال الضحاك كان جبريل أسفل منها فناداها من ذلك الموضع أن لا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا روى سفيان عن أبي اسحاق عن البراء قال السري الجدول والنهر الصغير وكذلك هو في كلام العرب قال لبيد:
فتوسطا عرض السرى وصدعا ** مسجورة متجاوزا قلامها

34- وقوله جل وعز: {فقولي إني نذرت للرحمن صوما} روى سلمان التيمي عن أنس قال صمتا وذلك معروف في اللغة يقال لكل ممسك عن كلام أو طعام صائم كما قال الشاعر:
خيل صيام وخيل غير صائمة ** تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما

صيام ممسكة عن الحركة ساكنة.
35- وقوله جل وعز: {قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا} قال مجاهد أي عظيما وقال سعيد بن مسعدة أي مختلقا مفتعلا يقال فريت وأفريت بمعنى واحد قال قطرب زعم أبو خيرة العدوى أن الفري الجديد من الأسقية قال قطرب فكأن معنى فري بديع وجديد لم يسبق إليه قال وكان معنى افترى على الله جاء بأمر بديع جديد لم يكن وقال أبو عبيدة فري عجيب.
36- وقوله جل وعز: {يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء} روى معمر عن قتادة قال كان هارون صالحا من قومهما فقالوا يا شبيهه هارون قال أبو جعفر ويقوي هذا الحديث المرفوع كانوا يتسمون بأسماء أنبيائهم والصالحين منهم.
37- ثم قال جل وعز: {وما كانت أمك بغيا} أي فاجرة والبغاء الزنا.
38- وقوله جل وعز: {فأشارت إليه} والمعنى فأشارت إلى عيسى أن كلموه ودل على هذا قوله تعالى: {قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا} قيل كان هاهنا زائدة لأن الناس كلهم لا يخلون من أن يكونوا هكذا وقيل كان بمعنى وقع وخلق وقيل فيه معنى الشرط أي من كان صبيا فكيف نكلمه.
39- وقوله جل وعز: {قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أينما كنت} روى سفيان عن سماك عن عكرمة في قوله تعالى: {آتاني الكتاب} قال قضى أن يؤتينه وقيل معنى وأوصاني بالصلاة والزكاة أي أوصاني بالصلاة والطهارة.
40- وقوله تعالى: {ذلك عيسى بن مريم} أي ذلك الذي قال هذا عيسى بن مريم عبد الله.
41- ثم قال جل وعز: {قول الحق الذي فيه يمترون} حدثنا أحمد بن محمد بن نافع قال حدثنا سلمة قال حدثنا عبد الرزاق قال أنبأنا معمر عن قتادة في قوله تعالى: {ذلك عيسى بن مريم قول الحق الذي فيه يمترون} قال اجتمع بنو إسرائيل فأخرجوا منهم أربعة نفر أخرج كل قوم عالمهم فامتروا في عيسى حين رفع فقال أحدهم هو الله هبط إلى الأرض أحيا من أحيا وأمات من أمات ثم صعد إلى السماء وهم اليعقوبية قال فقال الثلاثة كذبت ثم قال اثنان منهم للثالث قل فيه قال هو ابن الله وهم النسطورية قال فقال الاثنان كذبت ثم قال الاثنان للآخر قل فيه قال هو ثالث ثلاثة الله إله وهو إله وأمه إله وهم الإسرائيلية حديث ملوك النصارى قال الرابع كذبت بل هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته وهم المسلمون فكانت لكل رجل منهم اتباع على ما قال فاقتتلوا فظهروا على المسلمين فذلك قول الله جل وغز ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس. قال قتادة وهم الذين قال الله فاختلف الأحزاب من بينهم اختلفوا فيه فصاروا أحزابا.
42- وقوله جل وعز: {فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم} روى مبارك عن الحسن قال يوم القيامة.
43- وقوله جل وعز: {أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا} روى سعيد عن قتادة قال ذلك والله يوم القيامة سمعوا حين لا ينفعهم السمع وأبصروا حين لا ينفعهم البصر قال أبو جعفر والمعنى عند أهل اللغة ما أسمعهم وأبصرهم يوم القيامة لأنهم عاينوا ما لا يحتاجون معه إلى فكر ولا روية.
44- وقوله تبارك وتعالى: {وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون} روى سفيان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال: «إذا استقر أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار جيء بالموت في صورة كبش أملح فينادي يا أهل الجنة فيشرئبون ينظرون ثم ينادي يا أهل النار فيشرئبون ينظرون فيقال أتعرفون هذا فيقولون نعم هذا الموت وليس منهم إلا من يعرفه فيذبح بين الجنة والنار ثم يقال يا أهل الجنة خلود لا موت فيه ويا أهل النار خلود لا موت فيه فذلك قول الله جل وعز: {وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر}» وروى أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: {وهم في غفلة وهم لا يؤمنون} قال: «في الدنيا» وحدثنا أسامة بن أحمد قال حدثنا هارون بن سعيد الأيلي قال حدثني أنيس بن عياض قال أخبرني محمد بن عمرو وعن أبي سلمة عن أي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يؤتى بالموت يوم القيامة فيوقف عل الصراط ثم يقال يا أهل الجنة فيطلعون خائفين وجلين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه ثم يقال يا أهل النار فيطلعون فرحين مستبشرين رجاء أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه فيقال هل تعرفون هذا فيقولون نعم يا ربنا هذا الموت فيؤمر به فيذبح على الصراط ثم يقال يا أهل الجنة خلودا فيما تجدون لا موت فيه أبدا».
45- وقوله جل وعز: {واذكر في الكتاب إبراهيم} والمعنى واذكر في الكتاب الذي أنزل عليك وهو القرآن قصة إبراهيم وخبره.
46- ثم قال جل وعز: {إنه كان صديقا نبيا} صديق مأخوذ من الصدق وفيه معنى المبالغة والتكثير يقال لمن صدق بالله وأنبيائه وفرائضه وعمل بها صديق ومنه قيل لأبي بكر صديق.
47- وقوله جل وعز: {يا أبت لا تعبد الشيطان} والمعنى لا تطعه فيما يأمرك به من الكفر والعصيان فتكون بمنزلة من عبده وروى علي بن الحكم عن الضحاك لئن لم تنته لأرجمنك بالقول قال أبو جعفر وذلك معروف في اللغة يقال رجمه ورماه إذا شتمه ومنه قوله تعالى: {والذين يرمون المحصنات}.
48- ثم قال جل وعز: {واهجرني مليا} قال سعيد بن جبير ومجاهد أي حينا وقال الحسن أي زمانا طويلا وقال عكرمه أي دهرا وقال الضحاك أي سالما لا تصيبك مني معرة قال أبو جعفر القول عند أهل اللغة أنه بمعنى زمانا ودهرا قال الكسائي يقال هجرته مليا وملوة وملوة وملاوة وملاوة قال أبو جعفر ومنه تمل حبيبك أي عش معه دهرا ومنه أمليت له ومنه قيل لليل والنهار الملوان كما قال الشاعر:
أمل عليها بالبلى الملوان

49- ثم قال جل وعز: {سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا} الحفي اللطيف البار يقال حفي به وتحفى إذا بره أي كان يجيبني إذا دعوته.
50- وقوله جل وعز: {ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا} أي أبقينا عليهم ثناء حسنا قال أبو جعفر ومعروف في اللغة أن يجعل اللسان موضع القول لأن القول به يكون كما قال الشاعر:
إني أتاني لسان لا أسر بها ** من علو لا عجب منها ولا سخر

51- وقوله جل وعز: {واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا} أي أخلصناه فجعلناه مختارا خالصا من الدنس ومعنى مخلصا بكسر اللام وحد الله عز وجل بطاعته وأخلص نفسه من الدنس.
52- وقوله جل وعز: {وقربناه نجيا} حدثنا الحسن بن عمر الكوفي قال حدثنا هناد قال حدثنا وكيع وقبيصة عن سفيان عن عطاء ابن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قول الله وقربناه نجيا قال أدنى حتى سمع صريف القلم.
53- وقوله جل وعز: {واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا ورفعناه مكانا عليا} قيل إنه سأل ملك الموت أن يريه النار فأراه إياها ثم سأله أن يدخله الجنة فأدخله إياها ثم قال له اخرج فقال كيف أخرج وقد قال الله: {وما هم منها بمخرجين} قال أبو جعفر فيجوز أن يكون الله أعلم هذا إدريس ثم نزل القرآن به وقيل معناه في المنزلة والرتبة وأصح من هذين القولين لعلو إسناده وصحته ما رواه سعيد عن قتادة قال حدثنا أنس بن مالك بن صعصعة أن النبي صلى لما أسرى به قال: «رأيت إدريس في السماء الرابعة» وروى سفيان عن هارون عن أبى سعيد الخدري ورفعناه مكانا عليا قال السماء الرابعة وروى الأعمش عن شمر بن عطية عن هلال بن إساف قال كنا عند كعب الأحبار إذ أقبل عبد الله بن عباس فقال هذا ابن عم نبيكم فوسعنا له فقال يا كعب ما معنى ورفعناه مكانا عليا فقال كعب إن إدريس صلى الله عليه وسلم كان له صديق من الملائكة وأوحى الله إليه إني أرفع لك كل يوم مثل عمل أهل الأرض فقال إدريس للملك كلم لي ملك الموت حتى يؤخر قبض روحي فحمله الملك تحت طرف جناحه فلما بلغ السماء الرابعة لقى ملك الموت فكلمه فقال اين هو فقال ها هو ذا فقال من العجب إني أمرت أن أقبض روحه في السماء الرابعة فقبضها هناك.